غتيال
اللورد موين (عدو الصهيونية الأول في انكلترا)
أ- من هو
اللورد والتر
موين (1880-1944)
لقد اشتهر هذا السياسي والعسكري الانكليزي -الايرلندي بمعاداته لقيام الدولة الصهيونية. كما عرف بماضيه العسكري اللامع حين اشترك في حرب البوير وفي الحرب العالمية الأولى حيث جرح وتلقى تكريماً خاصاً بعد معركة غاليبوني الشهيرة. وفي سنة 1922 دخل عالم السياسة وأصبح وزيراً للزراعة سنة 1925، وفي سنة 1939 أصبح رئيس البعثة الملكية إلى الهند الغربية، وفي 1941 عين وزيراً للمستعمرات ثم مندوباً سامياً للشرق الأوسط ومركزه القاهرة.
أهم حدث في حياته أنه في 9/6/1942 ألقى خطاباً نارياً في مجلس اللوردات تهجّم فيه على الصهيونية العالمية ومما قاله: "ان اليهود ليسوا من سلالة العبرانيين القدماء وليس لهم أي حق شرعي بفلسطين لا تاريخي ولا ديني". ومنذ ذلك التاريخ وضعه الصهاينة على لائحة الإعدام.
ب- لماذا نفذ الاغتيال؟
مع بدء الحرب العالمية الثانية أصدر الإنكليز كتاباً أبيض لإرضاء العرب وأوقفوا بموجبه الهجرة إلى فلسطين. وهنا انقسم الصهاينة المتطرفون (أي عصابة الايرغون Irgon) إلى قسمين: قسم رضي بإيقاف مقاومة الإنكليز لأن مصائبهم مع هتلر أكبر، وقسم قالوا بصراحة إن الانكليز كانوا وسيبقون العدو الأول. القسم الأول يقوده مناحيم بيغن، والثاني يقوده ابراهام شترن. وقد تمكن الانكليز من قمع حركة شترن وشنقوا وقتلوا العديد منهم بمن فيهم رئيس العصابة الذي قتل في كانون الأول سنة 1941. فنامت عصابته إما تحت التراب وإما في السجون الانكليزية.
في سنة 1944 تحسن وضع الحلفاء في الحرب أمام الألمان فأخرجوا مساجين عصابة شترن، وتجمعوا تحت قيادة "اسحق شامير" فكان أول قراراته بأن أعطى الأمر بتصفية لورد موين، عدو الصهيونية الإنكليزي الأول، ونُفذ الاغتيال في 6/9/1944 في القاهرة على يد مراهقين اثنين من عصابة شترن، الأول مصري الجنسية واسمه إلياهو بتزوري (1925/1945) والثاني لبناني الجنسية اسمة إلياهو حكيم (1925/1945) وكلاهما يتبع مذهب الكنعانيين اليهودي الباطني.
ج- كيف نفذ الاغتيال
في الساعة الواحدة والربع من يوم الثلاثاء في 6/6/1944 حضر لورد
موين بسيارته إلى بيته في القاهرة، وكان يجلس بجانبه سكرتيره وإلى جانب السائق مرافقه. دخلت السيارة الممر الضيق في الحديقة ثم توقفت ونزل منها المرافق لفتح باب المنزل، بينما نزل السائق وفتح باب السيارة اليمين. وفي نفس اللحظة كان السفاحان المتربصان يصلان ويطلقان ثلاث زخات من الرصاص على
اللورد موين فيموت فوراً، وفي دهشة من السائق والسكرتير ينطلق المجرمان ويركبان دراجتهما الهوائية ويهربان.
ويسارع المرافق إلى إخبار مركز البوليس المصري القريب، ويعطي أوصاف المجرميْن، فيتبعهما شرطي مصري بدراجة نارية ويصلهما فوق جسر بولاق، فيطلق النار عليهما فيصيب أحدهما ويستسلم الآخر بعد عراك شديد.
د- نهاية المجرميْن:
لدى التحقيق معهما أفادا بصراحة ووضوح:
أنهما مبعوثان من منظمة "المحاربون من أجل حرية إسرائيل" والمسماة عصابة شترن، لقتل لورد موين، لأنه رئيس الدائرة السياسية للشرق الأوسط، ولأنه دأب على ممارسة سياسة عدائية ضد المواطنين اليهود.
كما أفادا بأنهما يتبعان نحلة الكنعانية، وهي من النحل الباطنية المشتقة عن الصوفية اليهودية المعروفة باسم الهاسيديم. وقد حكما بالإعدام وشنقا في 22/3/1945.
ولم تنته القصة، فقد نقلت عظامهما إلى فلسطين، ودفنا في جبل هرتزل وأطلق إسماهما على شارع كبير في حيفا في الكرمل الفرنسي بتاريخ سنة 1975.
ولم تنته القصة، فقد قام الكنيست الاسرائيلي بتاريخ 10 آذار سنة 2010 بالاحتفال بذكرى إثني عشر فتى أعدمهم الانكليز شنقاً أو بالرصاص لأعمالهم الإجرامية وقتلهم جنوداً وموظفين إنكليزيين، ومن بينهم قاتلا موين، وجميع هؤلاء هم من مجموعة عصابة شترن والايرغون، وقد تتلمذوا في مدرسة جابوتنسكي للإرهاب المسماة منظمة بيتار Betar الكشفية.