المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مها عربية


محمد حسام
04-03-2012, 01:06 PM
المها العربية هي إحدى أنواع الظباء، المنتمية لفصيلة البقريات، ذات سنام مميز على كتفيها وقرون طويلة مستقيمة وذيل ينتهي بخصلة شعريُعتبر هذا النوع أصغر أنواع المها جميعها، وهو يستوطن صحاري وسهوب شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر.
تعتبر المها العربيّة نوعا مهددا بالانقراض، إذ أنها تُصنّف على أنها من الأنواع الموضوعة ضمن الدرجة الأولى من الحيوانات الداخلة في نطاق حماية الاتفاقية الدولية لحظر الإتجار بالأنواع المهددة (CITES)، وكانت قد إنقرضت فعليا في البريّة خلال أوائل عقد السبعينات من القرن العشرين عندما قتل أخر واحد منها في صحراء الربع الخالي على الحدود السعوديّة العمانيّة. وقد أعيد إدخال المها العربيّة إلى بعض موائلها الطبيعيّة منذ ثمانينات القرن ذاته، بعد أن تم إكثارها في حدائق الحيوانات والمحميات الخاصة. إلاّ أن نجاح هذه العمليّة كان متفاوتا.
قُدّرت جمهرة هذه الحيوانات عام 2008 بحوالي 1100 رأس في البرية، وما بين 6000 و 7000 رأس في الأسر حول العالم، في حدائق الحيوانات، المحميات، وعند هواة تربية الحيوانات الغريبة، في منطقة الشرق الأوسط خصوصا، وبالتحديد في سوريا، البحرين، قطر، والإمارات العربية المتحدة، حيث يتم الاحتفاظ بهذه الحيوانات في حظائر كبيرة مسيجة تستطيع فيها أن تعدو وتتنقل براحة تمّ اختيار مها عربية قطرية تُدعى "أوري-Orry" كجالب الحظ الرسمي لدورة الألعاب الآسيوية لعام 2006 في الدوحة كذلك، تستخدم الخطوط الجوية القطرية صورة رأس مها عربية كشعار لها، وهي مرسومة على ذيل جميع الطائرات التابعة لها.
كان هناك اختلاط حاصل بين هذه الحيوانات ومها أبو حراب بسبب أن كلاهما حمل الاسم العلمي ذاته نتيجة لخطأ أحد علماء الحيوانات في التصنيف، قبل أن يتم تصحيح هذا الأمر بعد فترة. تعتبر المها العربية من أكثر الحيوانات المجسدة في الشعر العربي، خصوصا الغزلي منه، لأسباب متعلقة بهيئتها التي نظر إليها كثيرون على أنها تجسيد للجمال والنقاوة
.المها أو المهاة في اللغة العربية تعني الشمس ويُقال للكواكب مها ويقال: للثغر النقي إذا أبيض وكثر ماؤه مها والمهاة أيضا هي الحجارة البيض التي تبرق وهي البلور والمهاة البلورة التي تبرق لشدة بياضها وقيل: هي الدرة والجمع مها، وقد حصلت هذه الحيوانات على اسمها باللغة العربية بسبب لونها الأبيض كالبلور
وفي اللغة العربية يُقال لهذه الحيوانات أيضا "الماريّة" و"الوضيحي" لكونها واضحة الرؤية من على بعد، وكذلك بقر الوحش. يُشتق الاسم العلمي لهذه الحيوانات Oryx leucoryx من الكلمة اليونانية "أوروكس"، بمعنى "غزال" أو "ظبي"، و"ليوكوريكس" بمعنى "أبيض". وفي بعض اللغات الأوروبية تُسمى هذه الحيوانات أيضا بالمها الأبيض.
قام عالم الحيوان الروسي "بيتر سيمون بالاس" بإدخال مصطلح "مها-oryx" إلى الأدبيات العلمية عام 1767، وأطلقه على ظباء العلند المألوفة (Antilope oryx)، وفي عام 1777 عاد وأعطى هذا الاسم إلى المها جنوب أفريقية أو مها رأس الرجاء الصالح، وفي نفس الوقت أعطى الاسم العلمي Oryx leucoryx للظباء المعروفة اليوم بالمها العربية، وقال أن موطنها يشمل "شبه الجزيرة العربية" وربما أيضا شمال أفريقيا. وفي عام 1816 قام عالم الحيوان الفرنسي "هنري ماري دركروتاي دو بلانفيل" بتقسيم مجموعة الظباء وجعل المها جنسا، وغيّر الاسم العلمي للمها الجنوب أفريقي من Antilope oryx إلى Oryx gazella. وفي سنة 1926 قام عالم الحيوان الألماني "مارتن ليختنشتاين" بتعقيد الأمور عندما نقل الاسم العلمي للمها العربية إلى مها أبو حراب (التي تحمل اليوم الاسم العلمي "Oryx dammah") والتي اكتُشفت آنذاك، بالنسبة للعالم الغربي، في السودان بواسطة عالميّ البيئة الألمانيين "فيلهام فريدريش همبريش" و"كريستان غوتفرايد إهرنبيرغ". بقيت المها العربية آنذاك بدون اسم أوروبي أو علمي، إلى تمّ تقديم أولى الحيوانات الحية منها إلى جمعية علوم الحيوان في لندن (بالإنكليزية: Zoological Society of London) عام 1857. إقترح الدكتور "جون إدوارد غراي" أن يطلق على هذه الحيوانات الاسم العلمي Oryx beatrix تيمنا بالأميرة بياتريس أميرة المملكة المتحدة، دون أن يعرف أن هذا النوع كان هو ذاته النوع الذي أطلق عليه اسما علميّا في السابق ثم اختلط مع نوع أخر بسبب خطأ ليختنشتاين. وعلى الرغم من أن هذا الاسم كان هو الذي سوف يُعتمد عند العلماء، إلا أن العالم "مايكل روجرز" عاد وأطلق الاسم العلمي Oryx algazal على مها أبو حراب، قبل أن يُعاد تسميتها بالاسم الحالي، وأعاد الاسم الأصلي إلى المها العربية. يُعزى الاختلاط الحاصل بين كلا النوعين باللغة الإنكليزية إلى أن كلا منهما كان يحمل اسم "المها الأبيض" (بالإنكليزية: White Oryx) في اللغة الإنكليزية
يبلغ علوّ المها العربيّة حوالي المتر (39 إنشا) عند الكتف، ويبلغ وزنها حوالي 70 كيلوغراما (154 رطل تقريبا). يكون لون المها العربيّة أبيض كليا في معظم الجسد عدا الجزء السفلي والقدمين التي تكون بنيّة اللون، كما وتمتلك خطوطا سوداء حيث يلتقي الرأس بالعنق وعلى الجبهة والأنف، وللجنسين قرون طويلة حلقيّة منحنية بعض الشيئ يتراوح طول كل منها ما بين 50 إلى 75 سنتيمترا (20 إلى 30 إنشا).
تتغذّى المها العربيّة على البصلات والأعشاب وأوراق الأشجار، وهي تمضي ساعات النهار تستريح تجنبا للحرارة المرتفعة كما وتستطيع هذه الظباء تحديد المناطق التي تساقطت فيها الأمطار ومن ثم الانتقال إليها، وبالتالي فإن نطاق تجوالها واسع، فقد أظهرت دراسة لأحد القطعان في عُمان أن نطاق تجواله يزيد عن 3,000 كيلومتر مربّع. تعيش المها العربيّة في قطعان مختلطة من الجنسين ويتراوح عدد أفراد القطيع بين 2 و 15 رأسا في العادة، على الرغم من ورود تقارير تفيد بوجود قطعان تحوي ما يزيد عن مئة فرد. عادة ما تكون هذه الحيوانات هادئة وغير عدائية تجاه بعضها البعض، مما يسمح لها بأن تتعايش سويّا لأوقات طويلة.
عتبر الذئاب والضباع المخططة المفترسة الوحيد للمها العربية حاليّا، إلى جانب الإنسان. يُعمّر المها العربي قرابة 20 سنة في الأسر وفي البرية كذلك الأمر إن توافرت له الظروف المناسبة،[7] أما في فترات الجفاف فإن أمد حياة هذه الحيوانات ينخفض بشكل ملحوظ كنتيجة لقلة التغذية والتجفاف. ومن أسباب النفوق الأخرى عند هذه الحيوانات؛ الجراح عند الذكور بسبب قتالها مع بعضها، لسعات الأفاعي، الأمراض والأوبئة، والغرق عند حدوث الفيضانات
كانت المها العربية منتشرة فيما مضى في القسم الأكبر من الشرق الأوسط، وبحلول عام 1800 كانت لا تزال تعيش في سيناء، جنوب فلسطين، شرق الأردن، معظم العراق والبادية السورية، وأغلب أنحاء شبه الجزيرة العربية. وخلال القرن التاسع عشر والعشرين تراجع موطنها بشكل كبير حتى وصل أقصى حد شمالي له إلى الحدود الشمالية للسعودية حاليّا، وبحلول عام 1914 كان هناك القليل جدا من هذه الحيوانات خارج السعودية، وفي الثلاثينات وردت تقارير قليلة جدا تفيد بوجود بضعة رؤوس فقط في الأردن، وبحلول أواسط ذلك العقد لم تكن المها العربية تتواجد إلا في صحراء النفود في شمال غرب السعودية والربع الخالي في الجنوب
أخذ الأمراء العرب ومتعهدي شركات النفط يصطادون هذه الحيوانات في منتصف الثلاثينات، باستخدام السيارات والأسلحة النارية، وذلك لفسح المجال لحفر الآبار لاستخراج النفط المكتشف حديثا، وكانت هذه العمليات ضخمة للغاية حيث قيل أن بعض الأمراء استخدموا قرابة 300 سيارة لاستئصال هذه الظباء من أراضيهم. كانت الجمهرة الشمالية من المها العربية قد انقرضت بحلول عام 1950 وورد أخر تقرير عن المها الوحيدة المتبقية في البرية، قبل تنفيذ عمليات إعادة الإدخال، عام 1972تفضل هذه الحيوانات أن تقطن الصحاري الحصوية أو ذات الرمل القاسي، حيث تستطيع أن تعدو وتهرب بسهولة من معظم أعدائها من المفترسات والصيادين البشر المترجلين. أما في السعودية حيث تنتشر الصحاري الرملية، فإن هذه الحيوانات كانت تعيش في المناطق ذات الرمل القاسي، أي في المسطحات بين الكثبان والتلال
U4Z_P5RSQCE&feature=related

اكاديمى
09-11-2012, 04:15 PM
الله اكبر ولله الحمد